16- وهذا رجل مسلم وقع في حصار حاصره المسلمون للروم وطال هذا الحصار واشتد
الانتظار على المسلمين ، وأحرقتهم سهام العدو، فعمد رجلٌ من المسلمين سراً إلى
ناحية من الحصن، فحفر نفقاً ثم دخل منه، فهجم على الباب من الداخل وجعل يضرب
في الأعداء حتى فتح الباب ودخل المسلمون، واختفى ذلك الرجل فلم يعرفه أحد،
فصار قائد المسلمين – مَسلمَة – يقول ويستحلف الناس: سألتكم بالله أن يخرج إلي
صاحب النفق، فلما كان الليل جاء رجل فاستأذن على حارس مسلمة، فقال الحارس من
هذا ؟ قال: رجل يدلكم على صاحب النفق، فاذهب إلى صاحبك – يعني مسلمة – وأخبره
وقل له يشترط عليك شرطاً، وهو ألا تبحث عنه بعد ذلك اليوم أبداً، ولا تطلب
رؤيته بعده ولا الكلام معه أبداً، فقال مَسْلمَة: لهُ شَرطُه فأخبروني عنه من
هو ؟ فدخل الرجل – نفسه – وقال أنا هو.. وليَ ما اشترطتُ، لا تسألني .. لا
تبحث عني .. لا تَدْعُني إلى مجلسك .. فاختفى بين الجند .
فكان مسلمة بعد ذلك يقول : " اللهم احشرني مع صاحب النفق ".