وتحمل جماهير الأهلي لافتات تؤيد عبد الحميد منذ سافر عصام الحضري سرا إلى سويسرا لإتمام اجراءات انتقاله إلى نادي سيون، ما أدى إلى تحول الحارس الذي كاد يضج من مقاعد البدلاء إلى بطل في ليلة وضحاها.
وحتى مع تألق عبد الحميد في مباريات الدوري السابقة منذ لقاء غزل المحلة الذي أعقب رحيل الحضري، فإنه كان يحتاج شباكا نظيفة في مباراة أمام الزمالك حتى يعلن تتويجه رسميا "أميرا" على عرش الشباك الحمراء.
وعلى الرغم من خوضه مباراتين أمام الزمالك سابقا، فإن عبد الحميد يعلم جيدا أن القمة 101 هي ما سيعطيه ختم الحارس الأساسي.
وقال عبد الحميد بابتسامة واسعة بعد اللقاء الذي انتهى بفوز فريقه بهدفين نظيفين: "هذا اللقاء يختلف عن المباراتين السابقتين".
أخيرا .. أساسي
ولعب عبد الحميد في الدور الثاني الموسم الماضي في لقاء خاضه الأهلي بعدد كبير من البدلاء ولاعبي الصف الثاني، الذي كان منهم في ذلك الوقت، وخسر الشياطين الحمر وقتها بهدفين نظيفين.
وحصل على فرصة ثانية في نهائي كأس مصر بسبب إصرار مانويل جوزيه على منح فرصة للاعبين الذين شاركوا منذ بداية البطولة، وعلى الرغم من فوز فريقه 4-3 فإنه تحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الأهداف التي ولجت مرماه.
وتابع عبد الحميد وهو محاط بأعداد كبيرة من المهنئين والمصورين وقنوات التلفزيون في ملعب الكلية الحربية "فارق كبير أن تكون الحارس الأساسي لأن ثقتك بنفسك تزيد مع خوض المباريات المتتالية".
وربما كان عبد الحميد، الذي يبلغ في أبريل المقبل 29 عاما، يحتاج إلى زلزال مثل واقعة رحيل الحضري حتى يحصل على فرصته في اللعب بدلا من "السد العالي" .. أو هكذا كان في نظر جماهير الأهلي.
وحمل شادي محمد قائد الأهلي الحارس على كتفيه بعد لقاء المحلة وذهب به تجاه جمهور الأهلي الذي هتف له بحرارة كبيرة.
ويعتبر السواد الأعظم من جماهير الأهلي أن نجاح عبد الحميد يعني نجاح منظومة العمل في النادي، والتي تعلي قيمة الفريق والمؤسسة كلها على قيمة الأسماء، حتى وإن تضمنت اسم أفضل حارس في كأس الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين.
وحملت الجماهير الحمراء في لقاء الزمالك لافتة كبيرة كُتب عليها "بنينا سد واتهد .. وهنبني التاني أشد".
وحش وطفل
إلا أن عماد النحاس مدافع الأهلي المخضرم يرى أن عبد الحميد حارس مكتمل البناء بالفعل.
وقال النحاس إن عبد الحميد ليس ناشئا وإنما حارس مدعوم بسنوات من الخبرة مع النادي الأهلي، حتى وإن لم يشارك بصورة أساسية.
وأوضح "الحضري حارس كبير ووصل إلى لقب الأفضل في مصر وإفريقيا وأمير سيصل إلى المستوى نفسه وسيكون وحشا لمصر والقارة كلها أيضا".
وبغض النظر عما إذا كان عبد الحميد وشحا متكاملا أو في طور التكوين، فإنه مازال في داخله يحمل طفلا تقفز الفرحة من عينيه بالنجاح المفاجئ الذي يحققه.
وتخلى عبد الحميد عن وقاره الذي حافظ عليه كثيرا أمام كاميرات التلفزيون بعد مباراة الزمالك، لاسيما عند استلامه لكأس مقدم من قناة "مودرن سبورت" كأفضل حارس في المباراة.
وقال عبد الحميد وهو يلوح للكاميرا كالأطفال "مش قادر أقول كلام أكتر من كده!"