لقي الفيلم الوثائقي الجديد "داخل القرآن" الذي يُعرَض لأول مرة على قناة "ناشيونال جيوجرافيك" الأمريكية انتقاداتٍ من مسلمي أمريكا قبل بثِّه؛ حيث اعتبرت منظمة إسلامية أمريكية أن تركيز الفيلم جاء "سياسيًّا بدرجة مفرطة"، مشيرةً إلى أنه خلَطَ بين ممارسات المسلمين وتعاليم القرآن.
وقالت الجمعية الأمريكية للتقدم الإسلامي في بيان لها: إن لديها العديد من بواعث القلق بشأن محتوى الفيلم الوثائقي، كما بعثت المنظمة بخطاب إلى المخرج المنفِّذ للفيلم في "ناشيونال جيوجرافيك"؛ عبَّرت فيه عن بواعث قلقها بشأن الفيلم، داعية القناةَ إلى عقد حلقة نقاشية بشأن الفيلم ومحتواه.
وقالت ديزي خان المدير التنفيذي للمنظمة في الخطاب: "رغم أننا نقدِّر بعض جوانب الفيلم الوثائقي؛ مثل إظهار القرآن في الحياة اليومية، وصلته الوثيقة بالمسلمين، وتنوُّع تفسيراته، ووحدة المسلمين الدينية بشأن القرآن.. فإننا نشعر أننا مضطرون للإشارة إلى عدم ارتياحنا بشكل عام لجوانب معينة ومقاطع محددة من الفيلم الوثائقي".
وأضافت خان في الخطاب: "النقطة الأساسية في قلقنا تكمن في عنوان الفيلم؛ فالفيلم "داخل القرآن" وثائقي عن ممارسة المسلمين، وتنوع الآراء، والتوترات السياسية الناتجة عن صراعات ترتكز على القرآن بشكل غير دقيق".
وقالت المنظمة إن الفيلم "بذل مجهودًا ضئيلاً في التعامل مع النص (القرآني) نفسه: تاريخه ونقله وتلاوته أو التقاليد المعقدة للتفسير (علوم القرآن)".
وأشارت المنظمة إلى أن الفيلم مع افتراض أنه عن القرآن لم يعقد أية مقابلة مع خبراء في القرآن، ولكن كانت هناك محاولة دائمة لخلط الممارسات الثقافية بالعقيدة الدينية، وهو ما اعتبرته المنظمة ربطًا غير صحيح من قِبل معدِّي الفيلم.
واعتبرت المنظمة أن تركيز الفيلم كان "سياسيًّا بدرجة مفرطة"؛ حيث أظهر في بدايته أحد المُقدِمين على عملية فدائية وهو يتلو آياتٍ قرآنيةً، إضافةً إلى استخدام صور عنيفة ودموية بشكل مفرط، "وأظهر مسلمين بشكل دائم يقتلون آخرين (أو غير مسلمين)".
وقال الخطاب: "إن التركيز المؤسف من قِبَل الفيلم على العنف يقوِّض المزيد من التصوير الإيجابي للمسلمين في الغرب، وبالتالي يدفع بالمصالحة بعيدًا